في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم جراء جائحة كوفيد-١٩ (كورونا) والتي تهدد حياة وصحة البشر كما تؤثر سلباً على التجارة العالمية واقتصادات الدول، فإننا في اليمن نواجه خطراً مضاعفاً وذلك نتيجة لظروف الحرب والأزمة الاقتصادية وتبعاتها. وعليه فإن منتدى رواد التنمية يدعو أولاً لوقف كامل للعمليات العسكرية في جميع الأراضي اليمنية، والاستجابة الإيجابية والسريعة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار والالتفات لمواجهة هذا الوباء وآثاره. ليس بخافياً أن تداعيات هذا الوباء ستضيف على اليمنيين أعباء غير مسبوقة إضافة لما يعانونه حالياً، ولذا ندعو جميع القوى السياسية إلى التعامل مع المستجدات الأخيرة بروح من المسؤولية والإنسانية واعتبارها فرصة لبدء عملية سلام شامل.

إن حالة الضعف في أجهزة الدولة في هذا الظرف الصعب يستوجب الدعوة الجادة لإعادة النظر في وضع مؤسسات الدولة بشكل شامل وإجراء حزمة من المعالجات الجذرية ومنها إعادة تشكيل الحكومة لتكون حكومة تكنوقراط مصغرة فعالة قادرة على مواجهة التحديات الحالية والمتوقعة والالتزام بالإصلاحات الاقتصادية الواسعة وتطبيق استراتيجيات للحد من الفقر وتحسين الحوكمة وترشيد الإنفاق ومكافحة الفساد.

كما يؤكد منتدى رواد التنمية على أهمية التنسيق العاجل والتكامل بين غرف العمليات المشكلة في جميع المحافظات لمواجهة هذا الوباء والذي قد يستمر وتستمر آثاره لأكثر من عام، وعلى ضرورة تفعيل دور السلطات المحلية وتحفيز القطاعات المختلفة كالقطاع الخاص والإعلام والمبادرات الشبابية والمجتمعية في المحافظات على المساهمة في مواجهة الوباء. ويشدد المنتدى على مجمل الإجراءات الصحية المتخذة في البلاد وندعو لمزيد من الإجراءات الاحترازية لضمان الوقاية في الأسواق والتجمعات العامة. مع الأخذ بعين الاعتبار وجود قطاع كبير من المجتمع مضطر للعمل خارج البيت وبشكل يومي ولذا نوصي بتطوير مواد إرشادية لهم تتناسب مع حاجتهم للعمل. ويؤكد المنتدى كذلك على الالتزام باحترام كرامة المواطنين وحاجاتهم أثناء تطبيق أي إجراءات. ونلفت الانتباه في هذه الظروف القاسية إلى المعاناة التي تطال كافة فئات المجتمع وخصوصا النساء والاطفال والنازحين والفقراء الذين يعيشون في أحياء مزدحمة غير صحية ولذا نوصي بالتركيز على هذه الفئات عند إعداد وتنفيذ أية تدخلات.

وحيث أن آثار التداعيات الاقتصادية المتوقعة يمكن أن تتجاوز قدرة احتمال اليمنيين فإننا نتوجه بالتوصيات والمقترحات التالية:

1. دعوة الأطراف اليمنية إلى تكوين خلية أزمة مشتركة على مستوى البلاد لإدارة الأزمة والاتفاق على مصفوفة إجراءات لتخفيف آثار الوباء الصحية والاقتصادية بالشراكة مع المنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
2. تأمين المخزون الغذائي والدوائي في البلاد واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحقيقه، وذلك عبر حزمة من الإجراءات المقترحة:
   • تطوير خطة طوارئ عاجلة مشتركة بين الحكومة وتجار المواد الغذائية وشركات الأدوية والمنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة كبرنامج الغذاء العالمي، تشمل تطوير قاعدة معلوماتية حول المخزون الغذائي والدوائي في البلاد وتحديد الإجراءات اللازمة لضمان استمرار تدفق الغذاء والدواء إليها سواء عبر الاستيراد أو تنشيط الإنتاج المحلي.
   • العمل على إزالة كل العوائق أمام وصول البضائع للموانئ والمنافذ البرية في البلاد لمواجهة تأخر وصول البضائع نتيجة الأزمة العالمية الحالية.
   • ضبط سوق الغذاء والدواء الداخلي ومنع الاحتكار ومراقبة الأسعار ومنع المغالاة.

• • تأمين عملية نقل وتوزيع البضائع داخل السوق المحلية، وضرورة فتح الطريق بين صنعاء وعدن عبر الضالع لتوفير الوقت وخفض كلفة النقل وبالتالي خفض الأسعار.

1. تأمين استدامة الإنتاج الصناعي والزراعي المحلي وتسهيل عملية الاستيراد لمستلزمات الإنتاج والمواد الخام وتسهيل حركة البضائع في البلاد، وذلك عبر:
   • ضخ تمويلات لقطاع الزراعة والأسماك وللشركات الصغيرة والمتوسطة المرتبطة بهذه المجالات لضمان تزويد السوق المحلية بهذه المنتجات.
   • دعم البرامج الوطنية التي تستهدف تنشيط الإنتاج الزراعي والسمكي وتحسين قدرة المنتجين على الإنتاج والتوزيع كالصندوق الإجتماعي للتنمية ووكالة المنشآت الصغيرة والأصغر.
   • تشجيع المبادرات والأفكار الإبداعية ذات الأثر لتحسين نوعية وكمية المنتجات الزراعية والصناعية.
2. وقف تحصيل الرسوم القانونية (ضرائب وجمارك) على جميع مواد التنظيف والتعقيم والمستلزمات الطبية والأدوية المتطلبة لمواجهة الفيروس والغير مشمولة حالياً بالإعفاءات القانونية.
3. صرف الرواتب لجميع موظفي الدولة وإعطاء أولوية لموظفي القطاع الصحي، وضرورة استكمال آلية صرف الرواتب من حساب الايرادات في فرع البنك المركزي بالحديدة بشكل عاجل.
4. إلغاء قرار سلطات الأمر الواقع في صنعاء بعدم التعامل مع الإصدار النقدي الجديد من العملة اليمنية مع التوقف التام عن طباعة وإصدار أي عملات جديدة.
5. دعم خطة الحكومة لإنشاء صندوق لتمويل جهود مواجهة الجائحة وآثارها ودعوة المنظمات والقطاع الخاص والمغتربين للتبرع للصندوق مع ضمان تشكيل هيئة إدارية نزيهة ومشهود لها بالكفاءة.
6. كما ندعو المنظمات الدولية والدول الداعمة لليمن للمساعدة في التخفيف من حدة الجائحة وآثارها عبر:
   • دعم الاقتصاد اليمني وتقويته لتحمل مخاطر وتبعات جائحة كوفيد-19 وآثارها.
   • استمرار تقديم الدعم المالي والعيني المباشر للفئات الأكثر حاجة وتضرراً. وضمان وصول المعونات بطريقة شفافة ومسؤولة.
   • تحسين كفاءة وفاعلية النظام الصحي من خلال الدعم بالمعدات والتجهيزات الضرورية كأجهزة الفحص والتنفس الصناعي والعناية المركزة، والتدريب والتأهيل للكادر الصحي لمواجهة أي احتمالات لظهور الوباء في اليمن، واستمرار تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية ومنع انهيار النظام الصحي.
   • توسيع خدمات التمويل الصغير والأصغر خاصة للأنشطة الإنتاجية التي تسهم في تأمين حاجات المجتمع الأساسية مع تطوير نماذج منتجات تخفف حدة المخاطر على المقترضين.

هذا ويؤكد المنتدى استعداد جميع أعضائه وعضواته للمساهمة في تقديم المشورة ومناقشة تفاصيل أي إجراءات مقترحة من قبل السلطات المعنية في كافة أرجاء اليمن حيث أن تحقيق النجاح في مواجهة هذا التحدي في اليمن لن يتأتى إلا بتضافر الجهود ومساهمة الجميع في تقديم ما يمكن لحماية الشعب اليمني من تداعيات هذه الجائحة.

     صادر عن منتدى رواد التنمية
١٢ شعبان ١٤٤١هـ الموافق ٥ أبريل ٢٠٢٠م